أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أسعد شهيد

الثلاثاء 09 شباط , 2016 02:55 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 5,664 زائر

أسعد شهيد

غربة امرأة الجزء 23

هي اسرائيل تنتهك حرمة كل شيء ، تعصف بالبيوت تذريها للريح ، و التهمة مقاومة ، في المنازل اناس احتجزوا ،ها انا ذا انزل الى تلك الساحة القديمة لاجتمع و اياهم ، نحن لا نقدر على الكثير ، لسنا سوى اطفال كبرت قبل اوانها ، و ما حوت ايدينا الا مقلاع ، كيف سنقدر على الاجتياز لايصال بلادنا الى الحرية و الاستقلال ، قد شارف الوقت على المغرب ، كل منا يتسرب عائداً الى مقطنه ، هو قانون فرض علينا ، قبل الخامسة توصد ابوابنا و لا نغادر اسياجنا ، رائحة حساء العدس تطاير لتصلني ، اختي سناء تدرس الجغرافيا بصوت عالي و هممتها تصل الي ، ابي يلمع حذائه و هو يتوهج امامي ، اخي يغني قرأنه و يعلو للسماء ، و يقطع جلستنا طرقات و طرقات ، صراخ نساء من كل الاحياء هو يشبه النواح ، يسأل ابي من بالباب ، و لا اعي الا يد قاسية تجرجرني و اكياس سوداء توضع في رأسي حتى اعمى ، انه دوري في الاعتقال و ربما الكل اصبح حبيس ،اعموا البصر و هل البصيرة ترى في الضلماء ، في زنزانتي الفردية اسواط تريني الويل و الثبور ، يريدون اعترافات و اعترافات ، و دائماً ، اما لا اعي و اما لا اجيب، و حتى طبيبهم معذب و جلاد ، افترش الارض و نومي على ارضية اسودت ، عليها نثرات و نثرات من دماء و اغبار ، غداً ربما سيزل لساني باعترافات ، و في جنوني و اقسى الامي ، لن اقدر الا اعتراف او ابتداع اعتراف ، ثيابي ممزقة و دمائي تنزف ، تتساقط على نفس المكان ، صلاتي مقتضبة و هي بعيناي التي تجول في انحاء الغرفة مستكشفة ، تغفى عيناي و قد سهدها الارق ، كوابيس احلامي عن سعادتي رغم العذابات ، هو شرطي الزنزانة يسحبني بين تلك الاقفاص و عيونهم تتبعني ساهمة و قد ملأتها دموع بيضاء تتدحرج ، اصل تلك الصالة ، هو المحقق يثيابه الانيقة السوداء ، و الطاولة مربعة الطويلة ، اجلس معززاً على تلك لكرسي و انظر لعينيه ، يدا قاسيتان على كتفاي ، اوراق و اوراق على امامنا ،سلك الكهرباء يقترب من رجلي و انا لا زلت مثبتاً تلك النظرات لساني يتلعثم بكلمات ، الرجفة في جسدي حتى الاعماق :

* سأعترف يكل شيء صدقوني ، انا الذي اخبئ كل العتاد و السلاح

حدة في النبرات و صوته يعلوا يقاطعني و يده تكتب على الاوراق

* اين ؟

اجيبه و العذاب يكويني حتى اعمق الاعماق

* في البيت

صورة امي و هي تخبز على ذاك الصاج تتراءى مع الكلمات، و خيلات و خيالات ...

اسحب الى بيتي و انا اهذي بكل انواع الكلمات .... يفتح والدي الباب و الاقدام تدوس كل شيء كتب تطاير و اغراض كلاشلاء ، يده القاسية على قبة قميصي المهلهل ... لساني يتقططع بالكمات ...

* خبأتهم على السطح ...

انا اصعد سطح بيتي و هم يركضون ورائي ، ارى تلال بلادي العالية .... اهتز و اركض دفعة واحدة ، لاقفز عن السطح ، و اسمع صرخات النساء كالزغردات ، يسجلون اسعد شهيد ...

وفاء احمد بزي

Script executed in 0.1915009021759